الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

إشارات دينية

يقوم بعض المسلمين بإرسال بعض الأحاديث وتداولها فيما بينهم ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي غير صحيحة وليست ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم وذلك اجتهادا منهم وهذا الاجتهاد في غير محله ، فلهؤلاء أقول : قال صلى الله عليه وآله وسلم : "إن كذباً علي ليس ككذب على غيري ، من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" فلا تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما ثبت برواية الثقات ، فإذا كنت تعرف السند وتعرف الرجال فلا تسند إليه إلا ما تحققت من صحته ، وإذا كنت لا تعرف فإنك ترجع إلى أمهات السنة والكتب الصحاح. وفقك الله

خلق الله الجن والإنس ليعبدوه حق العبادة مخلصين في عبادتهم لله جل وعلا ومتبعين لهدي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فالعبرة بالإخلاص والإتباع لا بالكثرة والابتداع ، قال تعالى : ((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)) ، فالله سبحانه وتعالى قال (أيكم أحسن عملا) ولم يقل أيكم أكثر عملا ، قال عليه الصلاة والسلام : "إن الله أذل ابن آدم بالموت" قال قتادة : أذل الله بني آدم بالموت ، فالدنيا دار حياة وفناء ، والآخرة دار جزاء وبقاء) فالناس عند الموت قسمان : قسم متجزع ، وقسم راض بقضاء الله وقدره ، فاحرص أخي الحبيب على ما ينفعك عند سكرات الموت.

انتشر في الآونة الأخيرة مرض فتك بالبعض من الناس وأوسد البعض مخاد الأسرة البيضاء في المشفيات يسمى (أنفلونزا الخنازير) ، وهذا البلاء وغيره إنما هو بسبب الذنوب بعد إرادة الله ومشيئته ، قال تعالى : ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)) ، فربنا جل وعلا قادر على الابتلاء بالشر والخير ، قال تعالى : ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)) وقال جل شأنه : ((فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها)) فينبغي على كل إنسان أن يتفكر في آيات الله وتقلبها من خير إلى شر ، ومن شر إلى خير ، ولله في هذا حكمة وله في خلقه شؤون ، فلا ندعها تمر بنا مرور الكرام ، فالناظر لقدرة الله على تصريف الأحوال يعلم علم اليقين أن الله هو المستحق للعبادة دون سواه.

من أصيب بهم أو غم أو مرض عليه بالاستغفار فإن الحبيب عليه الصلاة والسلام كان يكثر الاستغفار ، فكان يستغفر في اليوم مائة مرة ، وعليه بقراءة الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي وسورة البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة أي السحرة كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعليه بالصدقة بطيب نفس ومن أطيب ماله ، وعليه بالدعاء بحضور قلب.
لا زال هذا القرآن الكريم كنزاً مدفوناً عند الكثيرين من المسلمين لم يستخرجوه بعد، ولم يطلعوا على ما فيه من القيم العظيمة التي أودعها الله في هذا القرآن. من الناس من يقرأ القرآن لينال أجر التلاوة، ومنهم من يحفظ آياته لينال أجر الحفظ، ومنهم من يقرأ القرآن ليذوق حلاوة هذا النظم العجيب ويتعلم من بلاغة القرآن وأسلوبه أموراً كثيرة، ومن الناس من يقرأ القرآن ليبحث عن الأخلاقيات التي تحسن سلوكه، ومنهم من يقرأ القرآن يريد فيه حلاً للمشكلات الاجتماعية، ومنهم من يقرأ القرآن يريد فيه حلاً للمشكلات الاقتصادية، هذا كله أمر مهم، ولكن لا بد أن نقرأ القرآن لهذه الأغراض كلها مجتمعة، ولا بد أن نقرأ القرآن لنستخرج منه التطورات الإسلامية والمكرمات العظيمة التي يجب أن يتربى عليها الفرد المسلم، ولأننا في غمرة تلاوتنا للقرآن ما بين جهل بمعاني ألفاظه وبين مرور سريع يمنعنا من التدبر في أعماقه، فإنه لا زالت هناك كثير من التصورات الإسلامية في هذا القرآن مدلولة للكثيرين. وهذا الكتاب العظيم له أهمية كبرى نريد أن تكون هذه الأهمية واضحة بوعي وليست واضحة بمجرد البركة والتقديس الذي يجده كثير من العوام في أنفسهم تجاه هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.