السبت، 11 ديسمبر 2010

فضل صيام يوم عاشوراء

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم।
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على على غيره إلا هذا اليوم -يوم عاشوراء- وهذا الشهر يعني شهر رمضان) رواه البخاري।
ومعنى يتحرى : يقصد بصومه تحصيل الثواب ((فتح الباري))।
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : (قلت يارسول الله : مرني بعمل ، فقال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له)।
قال الإمام النووي رحمه الله : (صيام يوم عاشوراء يكفر كل الذنوب الصغائر ، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر ، ثم قال : صوم يوم عرفة يكفر سنتين ، وصوم عاشوراء يكفر سنة ، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ، كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير ، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره ، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ، ورفعت له به درجات ، وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر ؛ رجونا أن تخفف من الكبائر) انتهى كلامه رحمه الله।
فينبغي للمسلم أن يبادر لصيام هذا اليوم الفضيل ويوم قبله أو يوم بعده ، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلباً للأجر والمثوبة من الله جل في علاه ، فاستغلال المواسم بما ينفع هو دأب الصالحين وسمت العارفين وقرة عين الوجلين ، قال ابن حجر رحمه الله (ما هم به من صوم التاسع يحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفة لليهود) انتهى।
وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب : الأولى/ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر ، وهذا أكملها।
الثانية / صوم التاسع والعاشر ، وعليه أكثر الأحاديث।
الثالثة / صوم العاشر وحده ، ولا يكره على الصحيح।
أسأل الله بمنه وكرمه وإحسانه أن يمن علينا بطاعته ، وأن يجعلنا هداة مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ، وأن ينفع بنا الإسلام والمسلمين.

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

عشر ذي الحجة

قال تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) فاجتهد رحمك الله في هذه العشر المباركات - الأيام العشر الأولى من ذي الحجة- حتى ترى ما عملته يوم يقوم الأشهاد ، ولا تفرط أو تتكاسل عن العمل وخاصة صيام يوم عرفة الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) ، وقال صلى الله عليه وسلم (أفضل الأيام يوم عرفة) ، فبادر أخي الحبيب في اغتنام الأوقات بالطاعات وتزود ليوم المعاد.

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

الخيرة فيما اختاره الله

لو يدرك المرء كيف يدبر الله له الأمور ؛ لذاب في حبه وفوض الأمر له وحده وهو مطمئن وواثق أن الخيرة فيما اختاره الله.

الشوق إلى لقاء الله

الشوق إلى لقاء الله نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا ، إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا بها فافرح بالله ، ولكي تبحر في سعادة ليس لها ساحل اركب زورق التقوى وليكن مجدافك ذكر الله.

السبت، 16 أكتوبر 2010

قدم لدينك ما تستطيع

قدم لدينك ما تستطيع أن تقدمه من نصح أو إرشاد أو وعظ أو دلالة للخير ، واعلم أنك مسئول أمام ربك يوم التلاق ، والحجة قائمة عليك ، وتذكر قول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين) ، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (بلغوا عني ولو آية) ، فالفرص قائمة والوسائل ميسرة فبادر رحمك الله

تأمل عظمة الخالق

إن المتأمل لعظمة المخلوقات من سماوات وأرضين وجبال وبحار وأنهار ؛ يعلم حقيقة وبلا ريب عظمة الخالق سبحانه ، ويعلم أن كل ما سواه صغير وحقير ، قال تعالى (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء).

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

اشتداد الحر يوم القيامة

يشتد الحر عند اجتماع الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم بسبب ثلاثة أشياء:
- ازدحام الناس ؛ حتى إن الواحد منهم ليس له إلا موضع قدميه
- دنو الشمس من رؤوس الخلائق
- أن جهنم - والعياذ بالله - تقرب من الناس ، قال تعالى (وجيء يومئذ بجهنم)
فمن اتقى الله وقام من الليل خف عليه قيامه يوم القيامة ، فلنر الله من أنفسنا خيرا

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

نصيحة لمن له أب وأم على قيد الحياة

نصيحتي لمن له أب وأم ما زالا على قيد الحياة أن يتقي الله فيهما ، ويحسن إليهما ، ويتودد لهما ، ويلين الكلام لهما ، ويعطف عليهما ، ويكثر الجلوس معهما ، ويأنس بقربهما قبل أن يفارقا الحياة فيبقى وحيداً فيندم ندماً عظيما.

كلمة التوحيد

ينبغي للعبد أن يكثر من قول لا إله إلا الله ، فهي أصل التوحيد ومن أجلها خلقنا ، وأرسلت الرسل ، وأنزلت الكتب ، وشرعت الشرائع ، وبها تمحى السيئات وتغفر الزلات وترفع الدرجات ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : يا رسول الله ؛ علمني عملاً يقربني من الجنة ويباعدني من النار ، قال : (إذا عملت سيئة فاعمل حسنة؛ فإنها عشر أمثالها ، قال : قلت : يا رسول الله : أمن الحسنات "لا إله إلا الله"؟ قال : هي أحسن الحسنات) أحرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده ، وقال عليه الصلاة والسلام (خير ما قلت أنا والنبيين من قبلي لا إله إلا الله ...).

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

تصدق ليوم الحساب

تصدق أخي الحبيب من الحساب استعداداً ليوم الحساب ، وتذكر أن من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، وخير وسيلة للتصدق هي عن طريق الحسابات في البنوك ، قال تعالى (إن تبدو الصدقا فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم) ، فأنقذ نفسك من النار.

أسباب الهداية

من أراد الهداية والتوفيق فليكثر من دعاء الله وطلبه الهداية ، فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول (اللهم اهدنا فيمن هديت) ، وأن يقرأ القرآن بتدبر لمعانيه ، والعمل بما جاء فيه من أمر ونهي ، قال تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) ، وأن يكثر من مجالسة الصالحين ويتجنب مجالسة الطالحين ، قال تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا).

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

التحذير من العجب بالعمل

ينبغي للعبد أن لا يعجب بعمله ، وأن لا يرى نفسه إذا عمل عملاً صالحاً أو قال قولاً حسناً ، وأن ينسب ذلك الفضل إلى خالقه عز وجل، قال تعالى(ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء) ، كما ينبغي للعبد إذا من الله عليه بالهداية والقيام بالأعمال الصالحة أن يشكر الله على هذه النعمة العظيمة ، وليتذكر أن غيره في سبات عميق.

الإفراج عن معسر

من أراد أن تستجاب دعوته ، وأن تكشف كربته ؛ فليفرج عن معسر.

لا تغرنك الدنيا

قال تعالى (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)
فيا من غرته الدنيا وزينتها اتق الله في نفسك واعمل للقاء ربك قبل حلول الأجل وانقضاء العمر وانصرام الليالي والأيام ، واعلم أن أمامك سفراً طويلاً لا بد له من زاد كثير ، وأن هناك قبراً مظلماً موحشاً ينتظرك فتهيأ لهذا المصير.

الاثنين، 16 أغسطس 2010

أفق من غفلتك

يا من غفل عن طاعة ربه وتجنب معصيته ؛ أفق من غفلتك قبل أن يداهمك هاذم اللذات ومفرق الجماعات ، وقبل أن توصد أمامك الأبواب ، وتسير قافلة التائبين ولا تعود ، ثم تندم ولا تنفع عندئذ ساعة مندم ، وتقول (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) فيقال لك (كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون)

فوائد زيادة الإيمان

ما زاد الإيمان في قلب العبد إلا زاده الله يقينا وانشراحا وسعادة وفرحا وسرورا ، وفتح له باب التوفيق والقبول ، وسدده في أقواله وأفعاله ، وحفظه بحفظه ، وأحاطه برعايته ، وزاده علماً وعملاً ، ونفع به الامة ، ورزقه من حيث لا يحتسب ، وجعله من عباده الصالحين المصلحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

التقوى خير زاد

وصيتي لجميع المسلمين أن يتقوا الله ، وأن يجتهدوا في طاعة الله حق الاجتهاد قبل أن تزل الأقدام ، وليعلم كل مسلم أن عمره هو ما قضاه في طاعة ربه ، وما فات في غير طاعة الله فإنه غير محسوب من عمره وإنما هو هباء منثورا ، فالعمر قصير ، والحمل ثقيل ، والسفر طويل ولا بد له من زاد ، والتقوى خير زاد .

استغفر الله

من أصابه هم أو غم أو حزن فليستغفر الله ، ومن أصابه فقر أو نقص في الأموال والأنفس فليستغفر الله ، ومن أصابته محنة وأحاطت به خطيئته فليستغفر الله ، فإن الاستغفار داء الأمراض وعلة الأسقام وشفاء لما في الصدور من الهموم والغموم.

الأربعاء، 21 يوليو 2010

تذكرة

من أراد النجاة يوم التناد ، والخلاص من عسر الحساب ، والأنس في القبور ، والسعادة لحظة القضاء ؛ فليتق الله حق التقوى ، وليجعله نصب عينيه ، وليراقبه في أقواله وأعماله وجميع أحواله ، فوالله تلك السعادة والنجاة بعد رحمة الله.

التبرع لجمعيات تحفيظ القرآن

أنصح إخواني المسلمين بتقديم الدعم لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ، ففي ذلك أجر عظيم ، فكل حرف يقرأ ويحفظ ويعلم للمتصدق أجره ، فهنيئاً لم تدبر هذا الفضل ، وهنيئاً لمن قدر الله حق قدره ، وعرف قدر الدنيا وأعطاها حقها ، وعرف قدر الآخرة واستعد للرحيل لها بتقوى الله وبما هي أهل لها.

نصيحة للداعي إلى الله

أخي الداعي إلى الله : طالما تحمل روحاً عظيمة شعارها (أخاف أن يأتي الإسلام من جهتي) ، فأبشر أخي ، إن خوفك على الدين أكثر من نفسك يدل على صدقك وإيمانك ، فحافظ على هذه الروح الطيبة ، فالله حافظك ما حفظته ، وشعاراً آخر اجعله دثاراً لك ألا وهو: الريبة والشك بكل متصل ومتصلة فعاملهما بحذر إذا توسعا في الكلام ، واعتبرهما أعداء يريدا اسقاطك وتشويه دعوتك وإن أظهرا خلاف ذلك ، وهل يسلم الحر رقبته لعدوه؟!!
فحسادك كداعية أكثر من محبيك ، ولك بالمصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم قدوة ، وامض على بركة الله داعية موفقاً يحيطك ربي بعنايته ، وثق بأن من خلصتهم من غياهب الظلام بعون من الله وتوفيق يدعون لك في ظهر الغيب.

التبرع عبر إرسال رسالة جوال

فتحت التبرعات عبر إرسال رسالة جوال باباً واسعاً للجهات الخيرية فليس فيها عناء الذهاب إلى الجهات الخيرية ولا البنوك ، وكانت الانطلاقة مع جمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الكلى ثم جمعيات تحفيظ القرآن ، والأمل أن تبادر جميع الجمعيات الخيرية وندوة الشباب الإسلامي وهيئة رابطة العالم الإسلامي ومساعدة الزواج للحاق بقافلة الخير ، وأن تسهل الجهات الرسمية شروط الموافقة ، فالتبرع هنا مكشوف ومنضبط يحول من حساب الاتصالات إلى حساب الجهات الخيرية.

وصية للشباب

أحث إخواني المسلمين وخاصة الشباب بتقوى الله عز وجل بفعل الأوامر وترك النواهي والصبر على ذلك ، واحتساب الأجر من الله جل وعلا ، ففي فترة الشباب تكثر الفتن والشهوات والمغريات والملهيات ، لأن الشاب يكون في أوج نضجه فيكون جسده قوياً وصحته جيدة ، ولذا خص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سن الشباب في قوله (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، وذكر منها : وعن شبابه فيما أفناه) ، فينبغي على الشاب وغيره أن يتزود من القربات قبل أن يشيب ويصبح جسمه نحيلاً وعظمه رقيقاً فلا يستطيع القيام بالعبادات والله المستعان.

الأربعاء، 2 يونيو 2010

مكانة العلماء

قال تعالى (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : أي بموت العلماء والفقهاء ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، وقبضه ذهاب أهله
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى (موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار) فرحم الله من توفي من علماء الأمة ، وحفظ الله من تبقى منهم ونفع بهم المسلمين.

الاثنين، 31 مايو 2010

اختر أيها شئت

من أراد النعيم المقيم ورؤية الرب الرحيم في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ؛ فليتق الله تعالى في جميع أقواله وأفعاله ، وفي علانيته وأسراره ، وليسارع لفعل الطاعات واجتناب المنهيات ، قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) ، وليحذر من مخالفة أوامر الله جل وعلا وأوامر رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قال سبحانه (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصبهم عذاب أليم) ، ومن أراد التعاسة والشقاوة فإن له ما أراد ، قال تعالى (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر كل نفس بما كسبت رهينة) فاختر أيها شئت.

الأحد، 30 مايو 2010

نعمة الإيمان

جميع نعم الحياة الدنيا تنفد إذا بلغت حدها إلا نعمة واحدة ، هي نعمة الإيمان ، وجميع نعم الحياة الدنيا لا تربطها صلة بنعيم الآخرة الأبدي سوى نعمة واحدة ، هي نعمة الإيمان ، فلنتدبر هذا المعنى في الدعاء الصحيح الذي كان نبينا الكريم يقول فيه : (أسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع) وفي آخره (اللهم ربنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين).

لا تظلم

لا تظلم أحدا أبدا لا بقول ولا بفعل ولا بهمز ولا بلمز ، واعلم أنك ستقف بين يدي الله للحساب في يوم قال الله عنه (لا ظلم اليوم) ، فهناك سيقتص منك فيؤخذ من حسناتك وتعطى لمن ظلمته ، فاحذر من عاقبة الظلم والظالمين ، ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك ، قال تعالى (وما كان ربك نسيا) ، وقال تعالى (وما ربك بظلام للعبيد).

السبت، 6 فبراير 2010

اقتران المحبة مع العمل

إن اقتران المحبة لله جل وعلا مع العمل دليل صدق محبة العبد لربه وخوفه منه ، فمحبة الله تستوجب القيام بما أمر وترك ما نهى ، وكذلك طاعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي طاعة لله تعالى ، قال سبحانه (من يطع الرسول فقد أطاع الله) ، وطاعة الرسول الكريم واتباعه سبب لمحبة الله للعبد ومغفرة الذنوب ، قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).

الزم الاستغفار

كلنا يشعر بالتقصير في جنب الله ، فما أنعم الحياة باستدراك ما فات بكثرة الاستغفار ، يقول الحسن بن علي رضي الله عنهما (أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم ومجالسكم ، أينما كنتم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة) ، وما أطيب عيش من كانت أنفاسه الباقية في عبودية الله ، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية).

ارض بما قسم الله لك

قال تعالى في محكم التنزيل (فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) ، فحري بك - أخي الحبيب - أن تقنع بما عندك ، وأن ترضى بقسمتك ، وأن تستثمر ما عندك من موهبة ، وأن توظف طاقتك فيما ينفع واحمد الله على ما أولاك ، فإنه أعلم بك من نفسك ، وأرحم بك من أمك التي ولدتك ، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه ، ويفوض أمره إليه جل في علاه ، فذلكم الرضا.

الجمعة، 8 يناير 2010

وجوب التريث في نشر الأخبار

لقد كشفت الرسائل المجانية المقدمة من شركة الاتصالات السعودية عن غياب المنهج الشرعي في تلقي الاخبار وإذاعتها ، ذلك أن البعض غدا معبراً تمرر عليه ومن خلاله الواردات والمختلقات ، وشغله الشاغل تطيير الأخبار كل مطار ، يتلقى بلا تثبت ولا روية ، ثم ينشر بلا وعي ولا تعقل ، وغاب عنه قوله تعالى : {فتبينوا} ، وقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ((كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع)) ، فيأثم وقد ظن المسكين أنه يؤجر.

لا تظلم أحدا

لا تظلم أحداً لا بقول ولا بفعل ، وتحلل ممن ظلمته قبل أن تزل بك القدم ، وتندم على ما تقدم من جرم وزلل ، واحفظ لسانك من كل قول لا يحل ، قال جل وعلا : {إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون}.

الغبي فعلا من يظن الناس أغبياء

أحيانا تعتقد أن بعض الناس أقل ذكاء كي يستحقوا تقديرك لحقيقة ما يفعلون ، والواقع أنك تستصغرهم على جهل منك ، فلا تحتقرن إنسانا ولا تستصغرن شخصاً ولا تعيب مخلوقا ، فالغبي فعلاً هو من يظن أن الناس أغبياء.

تذكرة

العاقل إذا ملك جوهرة نفيسة وضاعت منه بغير فائدة بكى عليها ، وإن ضاعت منه وصار ضياعها سبب هلاكه كان بكاؤه منها أشد ، وكل ساعة من العمر بل كل نفس جوهرة نفيسة لا خلف لها ولا بدل منها ، فإنها صالحة لأن توصلك إلى سعادة الأبد وتنقذك من شقاوة الأبد ، وأي جوهر أنفس من هذا؟ فمن ضيعها في الغفلة فقد خسر خسرانا مبينا.

ما العمل إذا اجتمعت عليك أعمال كثيرة؟

إذا اجتمعت عليك أعمال كثيرة ؛ فابدأ بأحبها إلى الله تعالى وأحمدها عاقبة ، فإن كان أكثر أعمالك مما يبتغى فيه وجه الله ؛ فابدأ بأخلصها نية في قلبك وأبعدها عن هوى نفسك ، فإذا استوت ؛ فأكثرها أثراً وأعظمها فائدة.

وداع عام واستقبال عام آخر

ها نحن ودعنا عاما هجريا وميلاديا قد مضى ، واستقبلنا عاما هجريا وميلاديا قد أتى ، ودعنا عاما بخيره وشره ، واستقبلنا آخر بما فيه من أقدار الله وحكمه ، فهل حاسبنا أنفسنا عما مضى؟ وهل فكرنا أن نحاسب أنفسنا فيما أتى؟
فالعبرة ليست بمرور الأيام وانصرام الأعوام وانقضاء الآجال ؛ وإنما بزيادة الإيمان ومحاسبة النفس عن اقتراف الذنوب والآثام ، قال تعالى : {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} فلنر الله من أنفسنا خيرا ، فالله جل وعلا غني عنا ، ولا يرضى لعباده الكفر.

تنبيه لعبارة قرأتها

عبارة قرأتها كثيراً في أكثر من منتدى ، وأكثر من توقيع ، ومرت بي العبارة كثيراً ، إلا أنها استوقفتني مرة ، فوقفت متأملا في قولهم :
لا تقل : يا رب عندي هم كبير ، ولكن قل : يا هم عندي رب كبير!
فتذكرت شكوى نبي الله يعقوب عليه السلام حينما بث حزنه وشكواه إلى الله ، فقال الله تعالى على لسان نبيه يعقوب : {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} ، قال ابن كثير : أي همي وما أنا فيه (إلى الله) وحده. اهـ
وقال ابن عادل الحنبلي : والبث : أشد الحزن ، كأنه لقوته لا يطاق حمله. اهـ

نصيحة لكل مسلم ومسلمة

نصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتقوا الله حق تقواه ، وأن يتزودوا من الطاعات والقربات ليوم الحسرات والندمات ، وأن يجعلوا قلوبهم معلقة بخالقهم وبالدار الآخرة ، وهذا يتطلب دوام العمل واجتناب الزلل ، والحرص أشد الحرص وأكمله على القيام بما ينفع وترك ما يضر من الاقوال والأعمال ، وكلما غفل القلب فعليك - أخي الحبيب / أختي الحبيبة - بذكر الله والإكثار من ذلك ليلا ونهارا ، قائما وقاعدا ، قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} ، وقال جل شأنه : {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} ، ولا تكن من الغافلين الذين استحوذ عليهم الشيطان فتكون من الخاسرين ، قال تعالى : {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}.