الجمعة، 8 يناير 2010

وجوب التريث في نشر الأخبار

لقد كشفت الرسائل المجانية المقدمة من شركة الاتصالات السعودية عن غياب المنهج الشرعي في تلقي الاخبار وإذاعتها ، ذلك أن البعض غدا معبراً تمرر عليه ومن خلاله الواردات والمختلقات ، وشغله الشاغل تطيير الأخبار كل مطار ، يتلقى بلا تثبت ولا روية ، ثم ينشر بلا وعي ولا تعقل ، وغاب عنه قوله تعالى : {فتبينوا} ، وقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ((كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع)) ، فيأثم وقد ظن المسكين أنه يؤجر.

لا تظلم أحدا

لا تظلم أحداً لا بقول ولا بفعل ، وتحلل ممن ظلمته قبل أن تزل بك القدم ، وتندم على ما تقدم من جرم وزلل ، واحفظ لسانك من كل قول لا يحل ، قال جل وعلا : {إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون}.

الغبي فعلا من يظن الناس أغبياء

أحيانا تعتقد أن بعض الناس أقل ذكاء كي يستحقوا تقديرك لحقيقة ما يفعلون ، والواقع أنك تستصغرهم على جهل منك ، فلا تحتقرن إنسانا ولا تستصغرن شخصاً ولا تعيب مخلوقا ، فالغبي فعلاً هو من يظن أن الناس أغبياء.

تذكرة

العاقل إذا ملك جوهرة نفيسة وضاعت منه بغير فائدة بكى عليها ، وإن ضاعت منه وصار ضياعها سبب هلاكه كان بكاؤه منها أشد ، وكل ساعة من العمر بل كل نفس جوهرة نفيسة لا خلف لها ولا بدل منها ، فإنها صالحة لأن توصلك إلى سعادة الأبد وتنقذك من شقاوة الأبد ، وأي جوهر أنفس من هذا؟ فمن ضيعها في الغفلة فقد خسر خسرانا مبينا.

ما العمل إذا اجتمعت عليك أعمال كثيرة؟

إذا اجتمعت عليك أعمال كثيرة ؛ فابدأ بأحبها إلى الله تعالى وأحمدها عاقبة ، فإن كان أكثر أعمالك مما يبتغى فيه وجه الله ؛ فابدأ بأخلصها نية في قلبك وأبعدها عن هوى نفسك ، فإذا استوت ؛ فأكثرها أثراً وأعظمها فائدة.

وداع عام واستقبال عام آخر

ها نحن ودعنا عاما هجريا وميلاديا قد مضى ، واستقبلنا عاما هجريا وميلاديا قد أتى ، ودعنا عاما بخيره وشره ، واستقبلنا آخر بما فيه من أقدار الله وحكمه ، فهل حاسبنا أنفسنا عما مضى؟ وهل فكرنا أن نحاسب أنفسنا فيما أتى؟
فالعبرة ليست بمرور الأيام وانصرام الأعوام وانقضاء الآجال ؛ وإنما بزيادة الإيمان ومحاسبة النفس عن اقتراف الذنوب والآثام ، قال تعالى : {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} فلنر الله من أنفسنا خيرا ، فالله جل وعلا غني عنا ، ولا يرضى لعباده الكفر.

تنبيه لعبارة قرأتها

عبارة قرأتها كثيراً في أكثر من منتدى ، وأكثر من توقيع ، ومرت بي العبارة كثيراً ، إلا أنها استوقفتني مرة ، فوقفت متأملا في قولهم :
لا تقل : يا رب عندي هم كبير ، ولكن قل : يا هم عندي رب كبير!
فتذكرت شكوى نبي الله يعقوب عليه السلام حينما بث حزنه وشكواه إلى الله ، فقال الله تعالى على لسان نبيه يعقوب : {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} ، قال ابن كثير : أي همي وما أنا فيه (إلى الله) وحده. اهـ
وقال ابن عادل الحنبلي : والبث : أشد الحزن ، كأنه لقوته لا يطاق حمله. اهـ

نصيحة لكل مسلم ومسلمة

نصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتقوا الله حق تقواه ، وأن يتزودوا من الطاعات والقربات ليوم الحسرات والندمات ، وأن يجعلوا قلوبهم معلقة بخالقهم وبالدار الآخرة ، وهذا يتطلب دوام العمل واجتناب الزلل ، والحرص أشد الحرص وأكمله على القيام بما ينفع وترك ما يضر من الاقوال والأعمال ، وكلما غفل القلب فعليك - أخي الحبيب / أختي الحبيبة - بذكر الله والإكثار من ذلك ليلا ونهارا ، قائما وقاعدا ، قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} ، وقال جل شأنه : {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} ، ولا تكن من الغافلين الذين استحوذ عليهم الشيطان فتكون من الخاسرين ، قال تعالى : {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}.