الاثنين، 31 أكتوبر 2011
فضل صيام عشر ذي الحجة
للمزيد من مواضيعي
الأحد، 23 أكتوبر 2011
هل وردت لفظة (في جماعة) في الحديث (من صلى الصبح فهو في ذمة الله)؟
الجمعة، 30 سبتمبر 2011
شهر ذي القعدة أحد الأشهر الحرم
التصدي للفتن
الأربعاء، 21 سبتمبر 2011
الاحتفال بما يسمى باليوم الوطني
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﺃﻭﻻً: ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﺳﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻣﻌﺘﺎﺩ، ﺇﻣﺎ ﺑﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻟﻌﻴﺪ ﻳﺠﻤﻊ ﺃﻣﻮﺭﺍً ﻣﻨﻬﺎ: ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺋﺪ ﻛﻴﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ.
ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺼﻮﺩﺍً ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻨﺴﻚ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻛﺴﺒﺎ ﻟﻸﺟﺮ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻬﻮ ﺑﺪﻋﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ" ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ : ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ،
ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻷﻡ،
ﻭﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ،
ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ،
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺜﻼً ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺿﺒﻂ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ، ﻛﺄﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ، ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺎﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ" ﻓﻼ ﺣﺮﺝ ﻓﻴﻪ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎً، ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ :
ﻭﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻭﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻟﺪ ﻭﺫﻛﺮﻯ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺃﺷﺒﺎﻩ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻏﻔﻠﻮﺍ ﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺼﺪﺍﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : " ﻟﺘﺘﺒﻌﻦ ﺳﹷﻨﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺣﺬﻭ ﺍﻟﻘﺬﺓ ﺑﺎﻟﻘﺬﺓ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺟﺤﺮ ﺿﺐ ﻟﺪﺧﻠﺘﻤﻮﻩ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﻦ " ، ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﺁﺧﺮ: " ﻟﺘﺄﺧﺬﻥ ﺃﻣﺘﻲ ﻣﺄﺧﺬ ﺍﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺷﺒﺮﺍً ﺑﺸﺒﺮ ﻭﺫﺭﺍﻋﺎً ﺑﺬﺭﺍﻉ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﻦ ؟ " ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺇﻻ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻊ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﺼﺪﻭﻕ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺤﻜﻤﺖ ﻏﺮﺑﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺻﺎﺭ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﻨﻜﺮﺍ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺳﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻓﺈﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻗﺎﺩﺗﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﻖ ﻋﻠﻤﺎﺀﻧﺎ ﻭﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮﻩ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻭﺗﻨﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺳﻨﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
" ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ " ( 5 / 189 ) .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ :
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮﻱ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ : ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ، ﻛﺘﻘﻠﻴﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ، ﻭﺗﺸﻴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻐﻠﻮ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻗﺒﻮﺭ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ ﻣﺴﺎﺟﺪ " ، ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﻣﺴﺠﺪﺍ ، ﻭﺻﻮﺭﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭ ، ﻭﺇﻧﻬﻢ ﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﻖ ، ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ . ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﻴﺔ ﻛﺄﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﺪ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﻟﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻋﻴﺎﺩ ﻣﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ، ﻭﻗﺪ ﺗﺴﻤﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﺑﺎﻷﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ – ﻛﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ ، ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻷﻡ ﻭﺃﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ – ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻓﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ؛ ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﻋﻴﺪﺍﻥ: ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ، ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﻤﺎ ﻓﻬﻮ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ، ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺮﻭﺍ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻬﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻓﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﺠﻬﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻓﺎﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﺷﺪ ، { ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً } ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ/21 .
ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺔ " ﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ"
ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ....
( 826 ـ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ) ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ . ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :ـ ﻓﺈﻥ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺨﺼﻴﺼﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻴﺪﺍً ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺤﺮﻡ ﻭﺷﺮﻉ ﺩﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺻﺪﻕ ﺷﺎﻫﺪ ، ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﺻﺪﻕ ، ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﺳﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺠﻴﺆﻩ ﻭﻳﺘﻜﺮﺭ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺑﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ابن تيمية .
الجمعة، 2 سبتمبر 2011
الهلال بين رؤية شرعية ورؤية فلكية
الحمد لله الذي جعل الدين يُسْرا ، وما جعل علينا فيه من حرج، والصلاة والسلام على مَن أَرْشَدَ الأمة لأَقْوم سبيل ، وهداهم لأيسر طريق ، فأكمل الله به الدين ، وأتم به النعمة ، فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وبعد : فقد رؤي هلال شوال 1432هـ بعد غروب شمس يوم الاثنين 29 رمضان والعيد الثلاثاء خلافا لزعم الفلكيين باستحالة رؤيته، وقد ثبت شرعاً لدى مجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية رؤية هلال شهر شوال لهذا العام مساء يوم الإثنين الموافق 29 رمضان بشهادة عدد من الثقاة، وقد انتشرت مجموعة من المعتنين بالحساب الفلكي في هذه البلاد ، وكان لهم جهد مشكور في عمل التقاويم الإسلامية ، لكن حظهم من العلوم الشرعية كان ضئيلا ، فظن القوم أن علمهم هذا يخول لهم الحديث عن الأمور الشرعية والحلال والحرام । والأساس الذي بنينا عليه موقفنا في عدم اعتبار قول الفلكيين هو قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما : ( نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا - يعني تسعة وعشرون وثلاثون)، وقد أجمع أهل العلم الذي يعتد بقولهم على عدم اعتبار أقوال أهل الفلك والحساب في إثبات الرؤية ( كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله) ، بناء على هذا الحديث الذي بين فيه صلى الله عليه وسلم كيفية الرؤية وأنها لا تعتمد على الحساب والكتابة ، وأنه مبني على العد العادي، ولا يقال إن هذا فيه دعوة إلى الجهل والتخلف ، فمن اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقد كفر ، ومن خَطَّأَ أهلَ العلم لفهمهم أن هذا الحديث يمنع من اعتماد الحساب في الأمور الأخرى مثل الفرائض والتجارة ونحو ذلك فقد افترى على العلماء وعليه جزاء المفترين، ولاشك أن الخلاف في هذه المسألة معتبر، وأن القائلين به من العلماء معدودون في الأئمة الأعلام، ولكن هذا لا يدل على صحة المذهب والقول ، بل كل قول مَرَدُّه إلى الله والرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)، ونحن ما زلنا نؤكد على أن الأمة لن تجتمع أو تتوحد إلا بأن توحد رؤيتها ، وتأخذ كل البلاد بالرؤية السابقة في أي بلد ظهر ، ولا مانع من الاستئناس بأقوال الفلكيين ، لكن لا تكون هي المحك في رفض الرؤية وقبولها ، بل المحك إنما هو في ثبوت الرؤية بالوجه الشرعي المعتبر، والمذهب القائل بالأخذ برؤية البلد المحلية دون سائر البلاد معمول به في معظم الدول الإسلامية لغلبة التقليد واتباع المذاهب ، وعدم الأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس أحد حجة في مسائل الشرع حتى لو كانت بلاد الحرمين ، لأن الحجة لا تكون إلا فيما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فمعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم تأكد أمره بتعليق الصوم والإفطار على الرؤية ، حيث قال فيما رواه البخاري ومسلم : (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له,...) وفي رواية : ( إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا) وهذا خطاب عام للأمة كلها أن تصوم بالرؤية ، لا تخصيص فيه ببلد أو بقوم أو بعشيرة أو بحدود سياسية أو بهيئة أو جمعية ، وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن ابن عمر قال : تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصامه وأ مر الناس بصيامه । فالواجب الأخذ بالأسباب الشرعية التي توافق ما جاء في الكتاب والسنة، والعمل بما يوافقهما، وعدم الخروج والفرقة ، قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، فنصيحتي لمن تسول له نفسه القيام بالعبث والتشكيك في أمور الدين والعبادات، والتغرير بالجهلة وأهل الأهواء في عباداتهم وتعاملاتهم أن يتقوا الله ويراقبوه، وأن يعلموا أن عملهم هذا مردود عليهم، وسيلقون رباً يجازيهم بأعمالهم وما قدموه، وأقول لهم أيضاً : الدين يسر، قال تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، والله جل وعلا أكمل لنا الدين وأرسل لنا الرسل وأنزل علينا الكتب فلا حاجة لكلام المتكلمين وتغرير المغررين وفلسفة المتفلسفين، قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، فمن أحدث في هذا الدين ما ليس منه فعمله مردود عليه، قال عليه الصلاة والسلام(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ونصيحتي لمن غرر بهم : أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن لا ينساقوا خلف الشائعات بلا علم ولا بصيرة، وأن يسألوا أهل العلم الراسخين، قال تعالى (فاسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون)، وقال تعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية بأن أهل العلم أجمعوا أنه لا اعتبار بقول الفلكيين في نفي الرؤية ، إلا خلافا شاذا يحكى عن بعض الشافعية وهو مسبوق بالإجماع القديم فلا يعتد به، ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علق الصوم والإفطار على الرؤية ، ومنع الاعتماد على الحساب في الحديث الذي أوردناه عند الرد على الفلكيين.
وفي الختام نؤكد أن تطبيق السنة لا يمكن أن يكون مفرقاً، وأن المجمع والموحد لنا جميعا هو أن نطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم .إننا ندعو للتوحد تحت راية السنة المطهرة ، وأن يتجرد الناس من الأهواء ، وبخاصة الدعاة وبعض أهل العلم ممن تصدروا لقيادة المجتمع ، وندعو إلى ترك الحديث عن الماضي ولنتكلم عن المستقبل وماذا يمكننا أن نفعل فيه إذا ثبتت الرؤية مرة أخرى؟؟؟ إننا نمد أيدينا مبسوطة لكل راغب أن يثبت معنا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل من مجيب ؟؟؟ وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهد بن إبراهيم الجمعة
المملكة العربية السعودية
الرياض – عصر الخميس الموافق للثالث من شهر شوال لعام 1432 هـ
الجمعة، 19 أغسطس 2011
وصيتي في العشر الأخيرة من رمضان
الجمعة، 15 يوليو 2011
وقفات قبل بداية شهر رمضان
وأخيراً : هذه بعض الأمور التي نستقبل بها هذا الشهر العظيم.. فاغتنم أيام هذا الشهر .. ولياليه .. وساعاته .. في الاستزادة من الخير والإقبال على الله عز وجل .. فإن العاقل والله لا يفرط في هذه الأيام .. وما يدريك لعلك مكتوب في سجل الأموات هذا العام .. وما يدريك لعلك لا تدرك رمضان المقبل.يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان لقـد أظلك شـهر الصوم بعدَهُما *** فلا تصيره شهر تضييع وعصيان واتلـوا القـرآن ورتل فيه مجتهـداً *** فإنه شـهر تسبيـح وقـرآنكم كنت تعرف ممن صام من سلف *** من بين أهل وجيرانٍ وإخوانِ أفناهـم الموت واستبقاك بعدهم حي *** فما أقرب القاصي إلى الداني
اللهم بلغنا شهر رمضان ... وأعنا فيه على الصيام والقيام .. واجعلنا فيه ووالدينا من عتقائك من النار . آمين
الثلاثاء، 5 يوليو 2011
علامات الإيمان
أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من المسارعين لفعل الخيرات والمجتنبين للخطايا والسيئات.
الخميس، 23 يونيو 2011
فضل الذكر
من اعتاد لسانه ذكر الله بحضور قلب؛ انشرح صدره وزال همه وشعر بسعادة غامرة لا تعدلها سعادة وكتب من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت"أخرجه البخاري ।قال الله تعالى: { ولذكر الله أكبر} ، وقال: { فاذكروني أذكركم } ।عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم"متفق عليه ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات"أخرجه مسلم ، فذكر الله فضله عظيم وثوابه جزيل، والمداومة عليه من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله، وعد الله عليه بالثواب العظيم، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن المكثرين منه هم السابقون ॥ وكم نحفظ من ذكر سواء عند الاستيقاظ أو اللباس أو الطعام ونحوه ॥ لكن أين نحن من التطبيق !فهيا بنا نتعاهد على معرفة المزيد من الأذكار وحفظها ॥ ونتعاهد على عدم نسيانها وتعليمها لصغارنا حتى نتذوق حلاوة القرب من الله في كل حين ॥ وحتى ننعم برطوبة ألسنتنا في لهيب حر هذا الصيف ॥ ولنحيي بعض السنن المغيبة ..ولنجدد اخلاص النية واننا نريد بكل هذا وجه الله سبحانه ونرجو مثوبته وعفوه ..قال الله تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُون । أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
إلى كل مهموم
ممن أنت؟
ونحن نرى الذين يشرون أنفسهم لله، والذين بخلوا بها وفي الفتنة سقطوا، كل يسأل نفسه أنا ممن؟
((تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون))
أو ((فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ... ))
الاثنين، 20 يونيو 2011
احتساب الأعمال
الأحد، 19 يونيو 2011
معاملتك مع الآخرين
الاثنين، 18 أبريل 2011
احتساب الأعمال
علو الهمة
التقنية الحديثة
الجمعة، 18 مارس 2011
من هم الأعداء؟
ظهور الفساد مؤشر خطير
القرارات الملكية
الجمعة، 11 مارس 2011
إن بعضا من وسائل الإعلام التي تبث السموم وتزين الأفعال المشينة وتغرر بذوي العقول السفيهة من قنوات فضائية وصحف ومجلات ومنتديات مضللة لهي سبب في انحراف أصحاب العقول المتحجرة والقلوب السقيمة ، فتجد أحدهم يجلس بالساعات عند الفضائيات يقلب من قناة إلى قناة ويقرأ الصحف والمجلات صفحة صفحة لعله يجد طريقا يشبع رغبته ويلبي شهوته ، ولا يدري المسكين أن قراءة صفحة من كتاب الله أو حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم خير له ، وسوف يجد فيهما الطريق المستقيم والحل لجميع المشاكل والفتن ، ولو أنه استشار أهل العلم الراسخين في العلم لوجد الارشاد للطريق الصحيح بإذن الله ، قال تعالى ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) ، وقال تعالى ((وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)) ، وقال تعالى ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) ، قال أبو جعفر : ( فإن اختلفتم - أيها المؤمنون - في شيء من أمر دينكم أنتم فيما بينكم ، أو أنتم وولاة أمركم ، فاشتجرتم فيه " فردوه إلى الله " يعني بذلك : فارتادوا معرفة حكم ذلك الذي اشتجرتم أنتم بينكم ، أو أنتم وأولو أمركم فيه من عند الله ، يعني بذلك : من كتاب الله ، فاتبعوا ما وجدتم . وأما قوله : " والرسول " فإنه يقول : فإن لم تجدوا إلى علم ذلك في كتاب الله سبيلا فارتادوا معرفة ذلك - أيضا - من عند الرسول إن كان حيا ، وإن كان ميتا فمن سنته ، " إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " يقول : افعلوا ذلك إن كنتم تصدقون بالله واليوم الآخر ، يعني : بالمعاد الذي فيه الثواب والعقاب ، فإنكم إن فعلتم ما أمرتم به من ذلك فلكم من الله الجزيل من الثواب ، وإن لم تفعلوا ذلك فلكم الأليم من العقاب)।
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه معقل بن يسار رضي الله عنه : (العبادة في الهرج كهجرة إلي) رواه مسلم ، أي: اقبالك على عبادة الله في وقت الفتن والقتل والقتال لك فيه أجر عظيم كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وذكر منهم : ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه مايريد وفى له وإلا لم يف له) رواه البخاري। أي لا يقصد طاعة الله في مبايعة من يستحق الإمامة।
فالواجب على كل مسلم أن ينتصر لدينه وطاعة ولاة أمره في المعروف وعدم الخروج عليهم ، ولا ينظر إلى الدول الأخرى الذين يمنعون من قبل ولاة أمرهم من أداء الصلاة في المساجد أو من لبس النساء للحجاب ، وليشكر الله عز وجل على أنه في دولة مسلمة تحكم شرع الله وتقضي بحكم الله وتطبق الشريعة في جميع أمورها ، ولنكثر من دعاء الله بأن يقينا شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير ، ولنتذكر قوله تعالى ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)) ، وقوله تعالى ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)) ، نسأل الله أن بحفظنا وأن يوفقنا للطريق المستقيم.
السبت، 5 مارس 2011
نُزع الحياء
الأحد، 27 فبراير 2011
حكم استعمال السبحة
يقول الشيخ الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله تعالى في معرض كلامه عن السبجة -تاريخها وحكمها:
لا يستريب منصف أن اتخاذ السُّبْحَةِ لتعداد الأَذكار: تشبه بالكفار, وبدعة مضافة في التعبد بالأَذكار والأوراد, وعدول عن الوسيلة المشروعة: ((العَدَّ بالأنامل)) التي دَلَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله, وتوارثه المهتدون بهديه المقتفون لأَثره إلى يومنا هذا, وإلى هديه عليه الصلاة والسلام يُرد أمر الخلاف, وبه يتحرر الصحيح عند النزاع وإضافة إلى ذلك فإن فقهاء المذاهب المتبوعة لا يتنازعون في أن العد بالأنامل أفضل من العد بغيرها من الحصى ونحوه منثوراً أو منظوما، وأنه إذا انضاف إلى السُّبْحة أمر زائد غير مشروع, مثل جعلها في الأعناق تعبداً, والتغالي فيها من أنها حبل الوصل إلى الله, ودخول أي معتقد نفعاً وضراً, وإظهار التنسك والزهادة, إلى غير ذلك مما يأباه الشرع المطهر, فإنه يحرم اتخاذها, بوجه أشد, وأضيف هنا أمرين مهمين:
أولهما: أقول فيه: إن من وقف على تاريخ اتخاذ السبحة, وأنها من شعائر الكفار من البوذيين, والهندوس, والنصارى, وغيرهم وأنها تسربت إلى المسلمين من معابدهم؛ علم أنها من خصوصيات معابد الكفرة, وأن اتخاذ المسلم لها وسيلة للعبادة, بدعة ضلالة, وهذا ظاهر بحمد الله تعالى .
وهذا أهم مَدْرَكٍ لِلْحُكْم على السُّبْحَة بالبدعة, لم أر من تعرض له من المتقدمين سوى الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله تعالى – فمن بعده من أصحاب دوائر المعارف فمن بعدهم, ولو تبين لهم هذا الوجه لما قرر أحد منهم الجواز, كما هو الجاري في تقريراتهم في الأحكام, التي تحقق مناط المنع فيها: التشبه .
وثانيها: قال الغلاة في اتخاذ السُّبْحَة: ((إن العقد بالأنامل إنما يتيسر في الأذكار القليلة من ((المائة)) فَدُوْن, أما أهل الأوراد الكثيرة, والأذكار المتصلة, فلو عدوا بأصابعهم لدخلهم الغلط, واستولى عليهم الشغل بالأصابع, وهذه حكمة اتخاذ السُبحة.
أقول: ليس في الشرع المطهر أكثر من ((المائة)) في عدد الذكر المقيد بحال, أو زمان, أو مكان, وما سوى المقيد فهو من الذكر المطلق, والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب / 41]। إلى غيرها من الآيات, كما في: [آل عمران / 41, والأنفال / 45, والأحزاب / 35]। فتوظيف الإِنسان على نفسه ذكراً مقيداً بعدد لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم هو: زيادة على المشروع, ونفس المؤمن لا تشبع من الخير, وكثرة الدعاء والذكر, وهذا الأمر المطلق من فضل الله على عباده في حدود ما شرعه الله من الأدعية والأذكار المطلقة, بلا عدد معين, كل حسب طاقته ووُسعِه, وفَرَاغه, وهذا من تيسير الله على عباده, ورحمته بهم। وانظر: لَمَّا ألزم الطرقية أنفسهم بأعداد لا دليل على تحديدها؛ وَلَّدَ لَهُمْ هذا الإِحداث بِدَعاً من اتخاذ السُّبَح, وإلزام أنفسهم بها, واتخاذها شعاراً وتعليقها في الأعناق, واعتقادات متنوعة فيها رغباً, ورهباً, والغلو في اتخاذها, حتى ناءت بحملها الأبدان, فَعُلِّقَتْ بالسقوف, والجدران, وَوُقِّفَت الوقوف على العَادِّين بها, وانْقَسَمَ المتعبدون في اتخاذها: نوعاً وكيفيةً, وزماناً ومكاناً, وعدداً, ثم تطورت إلى آلة حديدية مصنعة, إلى آخر ما هنالك مما يأباه الله ورسوله والمؤمنون। فعلى كل عبد ناصح لنفسه أن يتجرد من الإِحداث في الدين, وأن يقصر نفسه على التأسي بخاتم الأنبياء والمرسلين, وصحابته – رضي الله عنهم – فَدَع السُّبْحَة يا عبد الله, وتَأَسَّ بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم في عدد الذكر المقيد, ووسيلة العد بالأنامل, وداوم على ذكر الله كثيراً كثيراً دون التقيد بعدد لم يدل عليه الشرع, واحرص على جوامع الذكر, وجوامع الدعاء। وَلاَ تَغْتَرَّ باتخاذ بعض الأئمة الكبار لها, أمثال الحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى – فإن الإِلْفَ والعادة لهما شأن كبير؛ إذ العادة مَلاَّكَة, والعوائد والأعراف تبني أصولاً, وتهدم أصولاً, والمعول على الدليل, وسلامة التعليل, وقواعد التشريع, وانظر كيف غلط أئمة كبار في أبواب التوحيد – مع جلالة قدرهم وعلو شأنهم – وما هذا إلا بحكم النشأة والأجواء المحيطة بهم, شيوخاً وتلاميذ وعامة, مع ضعف التجديد لهذا الدين, نسأل الله أن يغفر لنا ولهم, وأن يجمعنا بهم في جنته, آمين। وعلى المسلم الناصح لنفسه, أن لا يستوحش من هذا الحكم؛ لاستيلاء الإِلْفِ والعادة, ومستحدث رسوم التصوف ووظائف الزهادة, وأن يكون ديدنه الاكتفاء بهدي خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم وأن لا يقدم بين يديه وليجة أخرى. وأختم هذا التحقيق بفصل عقده ابن الحاج – رحمه الله تعالى – في: ((المدخل: 3 / 214- 215)) فقال: ((فصل: ومن هذا الباب أيضاً ما يفعله بعضهم من تعليق السبحة في عنقه. وقد تقدم قول عمر رضي الله عنه لتميم الداريّ رضي الله عنه: أنت تريد أن تقول: أنا تميم الداري فاعرفوني. وما كان مراده إلا أن يذكّر الناس بالأحكام الشرعية المأمور بإظهارها وإشاعتها, وإظهار السبحة والتزين بها لا مدخل لهما في ذلك, بل للشهرة والبدعة لغير ضرورة شرعية. وقريب من هذا ما يفعله بعض من ينتسب إلى العلم فيتخذ السبحة في يده كاتخاذ المرأة السوار في يدها, ويلازمها, وهو في ذلك يتحدَّث مع الناس في مسائل العلم وغيرها, ويرفع يده ويحركها في ذراعه. وبعضهم يمسكها في يده ظاهرة للناس ينقلها واحدة واحدة كأنه يعدّ ما يذكر عليها, وهو يتكلم مع الناس في القيل والقال وما جرى لفلان وما جرى على فلان, ومعلوم أنه ليس له إلا لسان واحد, فعدّه على السبحة على هذا باطل, إذ إنه ليس له لسان آخر حتى يكون بهذا اللسان يذكر واللسان الآخر يتكلم به فيما يختار, فلم يبق إلا أن يكون اتخاذها على هذه الصفة من الشهرة والرياء والبدعة. ثم العجب ممن يعدّ عَلَى السبحة حقيقة ويحصر ما يحصله من الحسنات, ولا يعد ما اجترحه من السيئات! وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((حَاسِبُوا أنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا))فأرشد عليه الصلاة والسلام إلى محاسبة المرء لنفسه فيما يتصرف فيه باعتقاده وجوارحه, ويعرض ذلك كله على السنة المطهرة, فما وافق من ذلك حمد الله عز وجل وأثنى عليه, وبقي خائفاً وجلاً خشية من دسائس وقعت له لم يشعر بها, وما لم يوافق احتسب المصيبة في ذلك, ورجع إلى الله تعالى بالتوبة والإِقلاع, فلعل بركة التوبة تمحو الحوبة وينجبر بذلك ما وقع له من الخلل, وهذه الطائفة أصل عملها التحفظ من السيئات والهواجس والخواطر, ثم بعد ذلك يأخذ في كسب الحسنات। وقد قالوا: إن ترك السيئات أوجب من فعل الحسنات؛ لما في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: ((اتَّقِ المَحَارِمَ تكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ))وقد حُكِي عن بعضهم أنه بكى أربعين سنة, فسئل عن سبب بكائه, فقال: استضافني أخ لي فقدمت له سمكاً فأكل, ثم أخذت تراباً من حائط جار لي فغسل به يديه, فأنا أبكي على ذلك التراب الذي أخذته منذ أربعين سنة। وحُكِي عن آخر مثله فسئل عن ذلك, فقال: طلع لي طلوع فرقيته فاسترحت منه, فأنا أبكي عليه لعدم رضائي بما فعله الله بي, أو كما قال, وأحوالهم في هذا المعنى قلّ أن تنحصر। فإذا كان هذا حالهم في مثل ما وصفناه عنهم فما بالك بمن يحمل الأثقال؟ وأي أثقال؟ ثم يحصر الحسنات ولا يفكر في ضدها فـ (إنا لله وإنا إليه راجعون) ثم إن بعضهم يحتج بأنها محركة ومذكرة, فوا سوأتاه إن لم يكن التحريك والتذكير من القلب فيما بين العبد وبين الرب سبحانه وتعالى, وقد تقدم ما ورد في الحديث: ((إنَّ عَمَل السِّرِّ يَفْضلُ عَمَلَ الجَهْرِ بِسَبْعِينَ ضِعْفاً)) هذا, وهو عمل, فما بالك بإظهار شيء ليس بعمل, وإن كانت صورته صورة عمل؟ وما زال الناس يخفون أعمالهم مع وجود الإِخلاص العظيم منهم, وهو مع ذلك خائفون وجلون من دخول الدسائس عليهم, فأين الحال من الحال؟ فـ (إنا لله وإنا إليه راجعون)। وبالجملة ففعل ذلك فيه من الشهرة ما فيه)) انتهى
هذا في حكم اتخاذ السُّبْحَة لعِدِّ الأَذكار؛ ولذا فإنه تفريعاً على أنها وسيلة محدثة, وبدعة محرمة؛ ولما فيها من التشبه بالكفرة, والاختراع في التعبد؛ فإنه لا يجوز فيما كان سبيلها كذلك تصنيعها, ولا بيعها ولا وقفيتها, ولا إهداؤها وقبولها, ولا تأجير المحل لمن يبيعها؛ لما فيه من الإِعانة على الإِثم, والعدوان على المشروع, والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة/2] .
وأما استعمالها للتسلي واللعب بها, فخليق بالمسلم الابتعاد عن التشبه بالكفار, وعدم تكثير سواد المبتدعة. قال شيخ الإِسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في: ((منهاج السنة النبوية: 4 / 152- 153)) في معرض بيان مطول في النهي عن مشابهة الرافضة: ((فالذي قاله الحنفية وغيرهم, أنه إذا كان عند قوم لا يصلون إِلاَّ عَلَى عَليِّ دون الصحابة, فإِذا صَلَّى عَلى عَلِيِّ ظُنَّ أنه منهم, فيكره لئلا يظن به أنه رافضي, فأما إذا علم أنه صَلَّى عَلَى عَلِيِّ, وعلى سائر الصحابة؛ لم يكره ذلك. وهذا القول يقوله سائر الأئمة, فإنه إذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر مستحباً, ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات, إذا صارت شِعاراً لهم, فإنه لم يترك واجباً بذلك, لكن قال: في إظهار ذلك مشابهة لهم, فلا يتميز السني من الرافضي, ومصلحة التمييز عنهم لأَجل هجرانهم ومخالفتهم, أعظم من مصلحة هذا المستحب. وهذا الذي ذهب إليه يُحتاج إليه في بعض المواضع, إذا كان في الاختلاط والاشتباه مفسدة راجحة على مصلحة فعل ذلك المستحب, لكن هذا أمر عارض لا يقتضي أن يجعل المشروع ليس بمشروع دائماً, بل هذا مثل لباس شعار الكفار, وإن كان مباحاً إذا لم يكن شعاراً لهم, كلبس العمامة الصفراء فإنه جائز إذا لم يكن شعاراً لليهود, فإذا صار شعاراً لهم نُهي عن ذلك)) انتهى .
هذا ويكون التحريم للسُبحة أشدّ: إن كانت من ذهب, أو فضة, أو مطلية, أو مموهة بهما, أو بأحدهما, وإن كانت من مادة نجسة, كَعَظم ما لا يؤكل لحمه, فهذا وجه آخر للتحريم مع بطلان الصلاة بها, أي: إن كانت من مادة نجسة كعظم ما لا يؤكل لحمه كالبغال. هذا ومن ضعف الأدب, وقلة الإِحساس: أن تخاطب الشخص وهو يعبث بالسُبحة ويتسلَّى, وأنت مُجْهِدٌ نفسك بإكرامه والحديث معه. وإذا كان: ((السِّوَاك)) يكره في مثل هذه الحال, وهو في أصله مطهرة للفم, مرضاة للرب سبحانه فيكف بالسُّبْحَة التي هي مَذَمَّةٌ في الإِسلام؟ .
هذه خلاصة ما ظهر لي تحقيقه بشأن السُّبْحَة, والله تعالى أعلم .
كارثة جدة
الثانية: أخذ الله للظالمين وعدم إفلاتهم من عقاب الله الأليم . لم يفلته: أي لم يطلقه ، وقال أهل اللغة: (يقال أفلته أطلقه وانفلت تخلص منه). وكذلك أخذ ربك: قال الراغب: (الأخذ حوز الشيء وتحصيله وذلك تارة بالتناول وتارة بالقهر) والله تعالي يقول في الحديث القدسي) : إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) ، وكذلك أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال : (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) والظلم:هو أخذ مال الغير بغير حق أو التناول من عرض أو نحو ذلك. قاله صاحب اللؤلؤ وقوله ظلمات : قال القاضي (قيل على ظاهره فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة سبيلاً حتى يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم . ويحتمل أن الظلمات هنا الشدائد وبه فسروا قوله تعالى )قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر (أي شدائدهما ، وقيل: إنها عبارة عن الأنكال والعقوبات) أ.هـ قال الحافظ في الفتح : قال ابن الجوزي : الظلم يشتمل علي معصيتين : أخذ مال الغير بغير حق ، ومبارزة الرب بالمخالفة ، والمعصية فيه أشد من غيرها ، لأنه لا يقع غالباً إلا بالضعيف الذي لا يقدر علي الانتصار ، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب ، لأنه لو استنار بنور الهدى لأعتبر ، فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى اكتنفت ظلمات الظلم الظالم حيث لا يغني عنه ظلمه شيئا) أ.هـ ومن منا يحتمل عاقبة الظلم .. من منا يقوى على ظلمات يوم القيامة أو يقوى على التطويق من سبع أراضين؟ .. من يتحمل العذاب الأليم الشديد؟ ، يقول الإمام الزمخشري : (وهذا تحذير من وخامة عاقبة الظلم لكل أهل قرية ظالمة من كفار مكة وغيرها بل لكل من ظلم غيره أو نفسه بذنب يقترفه ، فعلى كل من أذنب أن يحذر أخذ ربه الأليم الشديد ، فيبادر بالتوبة ولا يغتر بالإمهال).
ونصيحتي لمن ولي أمراً من أمور المسلمين سواء كان هذا الولي ملكاً في مملكته أو رئيساً قي دولته أو وزيراً في وزارته أو مديراً في دائرته أو مدرساً في مدرسته أو قاضياً في محكمته أو أباً لأبنائه ومسئولاً عنهم أن يتقي الله فيمن هم تحت ولايته ومسئوليته ، وليعلم أنه مسئول عنهم يوم يقف بين يدي الله للجزاء والحساب ، وليعمل جاهداً قدر استطاعته على أداء هذه الامانة التي يحملها والتي أبت أن تحملها السماوات والأرض والجبال لعظمها ، وليعلم أن سبب الكوارث والفتن والزلازل والمحن والمصائب إنما هو بسبب الذنوب والفساد وتضييع الأمانة ، وما شاهدناه هذه الأيام من كوارث في مدينة جدة بالمنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية إنما هو أقرب مثال وخير شاهد لنتيجة الفساد وتضييع الأمانة وعدم أداءها ، قال تعالى((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)) ، ولنعلم جميعاً أن الأمطار التي هطلت على مدينة جدة وعلى جميع مناطق المملكة إنما هي أمطار خير وبركة ، ولم يتضرر منها إلا قاطني هذه المدينة بأمر الله جل وعلا ثم بسبب ما فيها من الفساد الإداري وعدم الاهتمام من قبل بعض المسئولين بأمر المسلمين والقيام بأداء الأمانة التي اؤتمنوا عليها ، وليتذكر هذا المسئول وغيره قول الله تعالى ((وقفوهم إنهم مسئولون)) ، وقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)) ، وقوله تعالى : ((إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)) ، وليعلم هذا المفرط أنه آثم عن كل ما يقع بسبب تفريطه من هدم وغرق وموت وغير ذلك من الأمور التي لا تحمد عقباها ، وأنه مساءل أمام الله في يوم الحساب ، قال عليه الصلاة والسلام (ما من رجل يسترعي رعية يموت حين يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) متفق عليه.
فلنتق الله في أنفسنا ، ولنؤد الأمانة على أكمل وجه ، ولنحتسب الأجر من الله جل وعلا ، ولندعو لإخواننا المتضررين في كل مكان بأن يرفع الله عنهم ما حل بهم ، ولنسأل عن أحوالهم ونتصل بمن نعرف منهم للاطمئنان عليهم ، فالمؤمنون إخوة يتألمون جميعاً مما يتألم منه بعضهم ، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا كما قال ذلك عليه الصلاة والسلام ، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنما مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
أسأل الله جل وعلا بمنه وكرمه أن يرفع عن إخواننا المتضررين في مدينة جدة وفي كل مكان ، وأن يلطف بهم ، وأن يرحم ضعفهم إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ، وأن يوفق ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح البلاد والعباد ، وأن يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على كل خير وتعينهم عليه.وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.